كيف نصلي صلاة الاستخارة
لماذا نُصلِّي الاستخارة
قد يعرِضُ للعَبدِ أمورٌ عديدةٌ
واختياراتٌ مُتبايِنةٌ تَقومُ عليها أمورُ دينِه ودُنياهُ، فتَصنَعُ الحِيرةُ في أمرِهِ
ما يُعجِزُهُ عن الاختيارِ ويَمنَعُه من اتّخاذِ القرار، فَيلجأُ لأَهلِ الخِبرةِ مُستَشيراً
ولِربِّهِ مُستّبصِراً مُستَنيراً، ويَعقِدُ العَزمَ إذا استَخارَ إلى ما يُرجِّحُهُ
عَقلُهُ وتَستقرُّ فيهِ
راحةَ قلبِه ويَرى فيهِ التَّيسيرَ وأفضَلَ التَّخيير.[]
مَفهوم الاستخارة
الاستِخارةُ لُغةً: كلمةٌ مُفرَدَةٌ مصدَرُها (خَارَ) من الخَيْرِ والخِيَرة،
وخَارَ الأَمرَ: جعَلَ لهُ فيهِ الخَير، يُقال: خايَرَهُ فَخارَه الشّيءَ خَيْراً،
وخِيَراً، وخِيرَةً، وخِيَرَةً: انتقاه واصطفاه. وخَيَّرَ بينَ الأشياءِ: فضَّلَ
بَعضَها على بَعضٍ، واستَخارَهُ: طَلَبَ مِنْهُ الخَير، والاسْتِخارَةِ: اسمٌ بِمعنى
طَلَبُ الخَيْرِ في الشَّيءِ. يُقَالُ: اسْتَخِرْ من مَصدر اسْتَخارَ، أي استخِر اللَّهَ
يَخِرْ لَك.
وصَلاةُ الاسْتِخارةِ: صَلاةٌ تُؤدَّى لِطَلَبِ الخِيَرَةِ من الله في
أمورِ الدُّنيا كالزَّواجِ والعَملِ والسَّفَرِ والتِّجارةِ وغيرِها، وهيَ رَكعَتان
يُصلِّيهمَا المُسلم إذا اخْتار بَين أمرين، داعياً الله عَزَّ وجَلَّ بدعاءٍ مَخصوص
أن يوفِّقه إلى ما فيهِ الخَير.
كان الرّسولُ عليه الصّلاة والسّلام يُعَلِّمُ أصحابَه الاستخارةَ في
الأمورِ كلِّها، كما يُعَلِّمُ السّورةَ من القرآنِ، يقولُ: (إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ
فليركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُلْ: اللهم إني أَستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك
بقُدرتِك، وأسألُك من فضلِك، فإنك تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلَمُ، وأنت
علَّامُ الغُيوبِ، اللهم فإن كنتَُ تَعلَمُ هذا الأمرَ - ثم تُسمِّيه بعينِه - خيراً
لي في عاجلِ أمري وآجلِه - قال: أو في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - فاقدُرْه لي ويسِّرْه
لي، ثم بارِكْ لي فيه، اللهم وإن كنتَُ تَعلَمُ أنّه شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ
أمري - أو قال: في عاجلِ أمري وآجلِه - فاصرِفْني عنه، واقدُرْ ليَ الخيرَ حيثُ كان
ثم رَضِّني به )، وفي الحَديثِ يُعلِّم الرَّسولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أصحابهُ
كيفيَّةَ أداءِ الاستِخارةِ مُبيِّناً حُكمَها ومِقدارَها، فهيَ رَكعتينِ من غيرِ الفريضَةِ
تَشتَرِطُ الوضوءَ والنيَّة، وهِيَ سُنَّةٌ مُستَحبَّةٌ تُجزِئ عنها صلاةُ النَّافلةِ
كالسُّنَنِ أوِ الرَّواتِبِ أو صَلاة اللَّيل، ولا تَجوزُ في أوقاتِ الكراهية، وتَشتَمِلُ
الاستِخارةُ في أدائِها دُعاءَ الاستِخارة، ويَكونُ قَبلَ السَّلامِ من الصَّلاةِ أو
بَعده. وفِيما يَأتي ترتيبٌ لكيفيَّةِ أداءِ
كيفية صلاة الاستخارة ؟
تتوضأ وضوءك للصلاة. *
النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها.
*
،{والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون ..تصلي ركعتين *
.{وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
وفي آخر الصلاة تسلم.*
.بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء *
في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء .. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأفضل الصلاة *
الإبراهيمية التي تقال بالتشهد . « اللّهُمَّ صَلّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظ .
ثم تقرأ دعاء الاستخارة : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ
وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ... إلى آخر الدعاء. *
ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .. كما فعلت بالمرة الأولى الصلاة
الإبراهيمية التي تقال بالتشهد.*
والآن انتهت صلاة الاستخارة .. تاركا ً أمرك إلى الله متوكلا ً عليه
.. واسعى في طلبك ودعك من الأحلام أو الضيق الذي *
يصابك .. ولا تلتفت إلى هذه الأمور
بشيء .. واسعى في أمرك إلى آخر ماتصل إليه.
دعاء صلاة الاستخارة
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم
أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل :" اللهم إني أستخيرك بعلمك
، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم
، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني
ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة وآجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه
، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله وآجله
- فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم ارضني به
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire